وجدت نفسي وحيدا والقلم، أحركه بين أناملي مستأنسا بتموجاته على الورق، صانعا رموزا ملتصقة بين بعضها فراغ يقولون عنها أنها كلمات، أصنعها متتالية تتبع إحداهن الأخرى دون توقف، ولو للحظة حتى لوضع الرموز التي يقال عنها أنها فواصل ونقط.أمسكه بين أصابعي الثلات، تدكرت أول مرة أمسكت فيها هدا القلم، خيث لم أكن حينها أجيد دلك على نحو أفضل ، فما بالك بحسن الخط ، أو اتقان الكلمة.كانت أولى أيام الفصل الدراسي ، كان أول حرف أكتبه هو حرف الكاف، وأول كلمة هى:كتب، كانت الجملة هي:كتب كريم كتبت مريم.حفظت الجملة عن ظهر قلب، لم أكن أفهم منها سوى اسم كريم، الدي يدكرني بأحد أبناء الجيران، واسم مريم إحدى الطقلات الجميلات من زميلاتي في الفصل. كنا نقرأ هده الجملة بإحدى كتب تعلم القراءة، كان لونه أزرق داكن، كنت أعشق لون غلافه، كما لا تزال رائحة أوراقه الحديثة الطباعة عالقة بداكرتي.بعد تلاوة الجملة كتبناها علىالنحو التالي: كتب كريم كتبت مريم ثم كتبنا فعل كتب بعدها متقابلا مع مثيله وبينهما حرف الكاف منفردا ثلاث مرات:ك ك ك.كان الفعل ماض مبني على الفتح، لا أزال حينداك دون معرفة مسبقة بالقواعد، لم أعرف معنى الفعل، لكني كنت أحبه حد الجنون، ربما لأجل دلك تعلقت به وبالكتابة، وربما بسببه لم أكتب يوما عن المستقبل ، حيث كان فعلا ماضيا علمني مند الوهلة الأولى ألا أكتب إلا على الماضي.كان ما يثير فضولي هو رفع الحرف الأخير من كلمتا مريم وكريم ، التي لم أفهم من الجملة سواهما، حيث في عادة الأمر عند مناداتنا بهدين الإسمين لا نرفع الحرف الأخير منهما،كنت أود أن أسأل أي شخص عن دلك، لكن خجلي الطفولي كان يمنعني، فاكتفيت بالإقتناع بأني في الفصل لا يمكننا نطق اللأسماء كما في الشارع.كان المراد من تلك الجملة هو تعليمنا كيفية القراءة والكتابة ، فلا أظنها تحمل مهمة أكثر من دلك ، جملة كانت تتحدث عن كريم ومريم ولم تعرفنا عنهما، كتب كريم كتبت مريم ،ربما كتبوا مرة ولم يعاودالفعلة مرة أخرى ،أو كانو يكتبون لفترة ثم أقلعو عن الكتابة بعدها ، أو أنها جملة لا تمت للواقع بصلة ، فلم يكتب بالمرة وانتهى الأمر، لكني مند تلك اللحظة لا زلت أكتب